فيديو يُظهر قطارًا مغمورًا بفيضانات الهند مُولَّد بواسطة الذكاء الاصطناعي

أدت أمطار الرياح الموسمية الغزيرة في أغسطس إلى فيضانات وانهيارات أرضية قاتلة في أنحاء الهند، غير أن مقطع فيديو متداول يظهر قطارًا يجرفه الماء ثبت أنه مصنوع بتقنيات الذكاء الاصطناعي. صرّح صانع المقطع لوكالة فرانس برس أنه أنجزه باستخدام أدوات ذكاء اصطناعي متعددة، وأن المقطع يحوي تناقضات بصرية تكشف مصدره الاصطناعي.

تضمن المقطع، الذي نُشر على إنستغرام في 20–21 أغسطس 2025، نصًا باللغة الهندية يفيد: «قطار غارق في نهر الغانج في بانتا». يُشار إلى أن باتنا مدينة في ولاية بيهار بشرق الهند. يصوّر المقطع عدة عربات قطار مغمورة بمياه نهر هائج، بينما يظل أشخاص محصورين عند قاعدة قنطرة؛ ويظهر رجال — بعضهم يحمل ميكروفونات يدوية — واقفين على ضفة النهر وفوق الجسر.

تسبّبت الأنهار في فيضان عدد من مدن ولاية بيهار، ما أجبر أكثر من 2.5 مليون شخص على النزوح عبر عشرة دوائر إدارية خلال أغسطس. انتشر المقطع نفسه على فيسبوك وإنستغرام مع مزاعم بأنه يُظهر حادث قطار حقيقي، وتفاعل مستخدمو مواقع التواصل مع المنشور بتعليقات تعاطف ودعاء مثل «يا إلهي احفظ الجميع» وتعليقات أخرى وصفت الحادث بأنه «مأساة رهيبة».

لكن المقطع من صنع الذكاء الاصطناعي فعلاً. قاد البحث العكسي للصور والبحث بالكلمات المفتاحية إلى اكتشاف المنشور الأصلي على إنستغرام في 20 أغسطس، حيث تضمنت التسمية التوضيحية عبارة تفيد أن الفيديو «معدّل بالذكاء الاصطناعي» ومخصص «لأغراض الترفيه والإبداع، فلا يُؤخذ كمواد حقيقية». الحساب الناشر حمّل مرارًا مقاطع مشابهة وذكر في السيرة الذاتية أنه «مُنتج فيديوهات بالذكاء الاصطناعي».

أفاد صاحب الحساب، ساتيش توريياهي، لوكالة فرانس برس في 27 أغسطس بأنه أعدّ المقتطفات باستخدام «أدوات احترافية للذكاء الاصطناعي مثل Google VEO والإصدار المتقدم من Grok». وشرح أن سير العمل شمل إنشاء خط زمني عبر إرسال مقتطفات نصية قصيرة إلى أداة جوجل، ثم إجراء تعديلات في برنامج Premiere Pro وإضافة الصوت.

يقرأ  لماذا تُسامِح الولايات المتحدة الصين وتشدّ الخناق على الهند بسبب استيراد النفط الروسي؟

رغم التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، تظل الأخطاء البصرية ظاهرة في المحتوى المُولد، مثل تشوه النص على عربات القطار والميكروفونات وحركة مياه غير طبيعية. الفحص الدقيق للصور والفيديوهات يبقى أداة أساسية للتحقق من الأصالة. سبق لوكالة فرانس برس أن فضحت ادعاءات مضللة بشأن فيضانات موسمية في الهند ومحتويات مفبركة أُنتجت بالذكاء الاصطناعي.

على صعيد الأحداث الميدانية، شهدت المناطق الشمالية في الهند سلسلة كوارث فيضانية خلال أغسطس. ففي 14 أغسطس اجتاح سيل عرمر في قرية تشيسوتي في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، ما أدى إلى سقوط ما لا يقل عن 65 قتيلًا وفقدان 33 آخرين. وفي 5 أغسطس غمر طوفان بلدة دهارالي في ولاية أوتاراخاند ودفنها بالطين، ويُقدَّر عدد القتلى المحتمل بأكثر من سبعين شخصًا — رقم لم يؤكد بعد رسميًا. يُذكر أن الفيضانات والانهيارات الأرضية شائعة خلال موسم الرياح الموسمية الممتد من يونيو إلى سبتمبر، لكن الخبراء يتّهمون تغيّر المناخ والتخطيط العمراني العشوائي بتعزيز وتيرة هذه الكوارث وحدّتها وتأثيرها.

أضف تعليق