يبدو أن الحوثيين في اليمن يتراجعون عن هجمات الشحن في البحر الأحمر

حملة الحوثيين البحرية تسبّبت بمقتل ما لا يقل عن تسعة بحّارة وغرق أربعة سفن

نُشر في 11 نوفمبر 2025

يُظهر موقف جماعة أنصار الله (الحوثيين) إشارات غير مباشرة إلى تعليق هجماتهم على إسرائيل وعلى حركة السفن في البحر الأحمر، وذلك تزامناً مع استمرار هدنة برعاية الولايات المتحدة في غزة. ومنذ أواخر 2023 شُنّت سلسلة هجمات بحرية عبر ممر البحر الأحمر اعتبرتها الجماعة تعبيراً عن تضامنها مع الفلسطينيين في مواجهة حرب إسرائيل على غزة.

في رسالة غير مؤرخة موجهة إلى ألوية القسام ونشرت مؤخراً على الإنترنت، ألمح قادة الحوثيين إلى إيقاف العمليات البحرية، من دون أن يعلنوا ذلك رسمياً. وجاء في رسالة يوسف حسن المداني، رئيس أركان القوات المسلحة الحوثية، أن «نحن نتابع التطورات عن كثب ونُعلن أنه إذا استأنف العدو عدوانه على غزة سنعود إلى عمليّاتنا العسكرية داخل الكيان الصهيوني، وسنعيد حظر الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي». ومن الواضح أن الجماعة تضع تعليق عمليّاتها رهن التطورات الميدانية والسياسية، وستعيد نشاطها إذا اعتبرت أن الهدنة قد فشلت.

دخلت هدنة رعتها الولايات المتحدة حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر، لكنها ظلت هشّة مع تكرار خروقات إسرائيلية أوقعت مئات الضحايا؛ إذ قتل خلال الشهور التي تلت إبرام الاتفاق أكثر من 240 فلسطينياً نتيجة ضربات متواصلة. وعلى مدار الصراع الممتد منذ أكتوبر 2023، تشير تقديرات متواترة إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة أودت بحياة نحو 69,182 فلسطينياً وأصابت أكثر من 170,700. وفي الجانب الإسرائيلي، أسفرت هجمات 7 أكتوبر 2023 عن مقتل حوالي 1,139 شخصاً وأسر نحو 200.

أثّرت الهجمات الحوثية بشكل ملحوظ على حركة الملاحة في البحر الأحمر وممرات الشحن الدولية؛ فقبل الحرب كان يعبر الممر نحو تريليون دولار من البضائع سنوياً. كما عطّلت الروايات العملياتية المرور عبر قناة السويس المصرية، التي تعدّ مصدراً رئيسياً للعملات الصعبة لمصر، وقد وفّرت القناة نحو 10 مليارات دولار في 2023 بينما قدر صندوق النقد الدولي في يوليو أن الهجمات الحوثية خفّضت التدفّقات من العملة الصعبة عبر القناة بنحو 6 مليارات دولار في 2024.

يقرأ  «الطعام والوظائف والأمل» — الموزمبيق تسعى لفتح طريق استثماري نحو التعافي الاقتصادي

على صعيد آخر، احتجزت السلطات الحوثية في صنعاء عشرات العاملين بالأمم المتحدة بعد مداهمة منشأة تابعة للأمم المتحدة، واتهمت المحتجزين بالتجسّس لصالح إسرائيل أو بالارتباط بضربة جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل رئيس حكومة اليمن، من دون أن تقدّم دلائل قاطعة. ونفت الأمم المتحدة هذه الاتهامات بشدّة. وأعلنت المنظمة أن 36 من موظفيها اعتُقلوا على خلفية الهجوم الإسرائيلي، وأن ما لا يقل عن 59 من موظفي الأمم المتحدة ما يزالون محتجزين لدى الجماعة. وفي 31 أكتوبر قال مسؤولون حوثيون إن عشرات من المحتجزين — الذين يحمل بعضهم جنسيات يمنية وقد يواجهون عقوبة الإعدام بموجب القوانين المحلية — سيُعرضون على محاكمة.

تستمر الأزمة الإنسانية في اليمن بعد عقود من الصراع؛ فخلال عشر سنوات من الحرب تدهور الوضع في بلد يُعدّ من أفقر بلدان المنطقة، وتصف الأمم المتحدة الأزمة بأنها من أخطر الأزمات الإنسانية عالمياً، مع اعتماد ملايين الأشخاص على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.

(تحرٍّ ونشر متواصلان لمآلات الهدنة وتأثيراتها على الأمن البحري والإنساني في المنطقة، وسيُعاد تقييم الموقف إذا عاودت الأطراف العنف أو خالفت الاتفاقات القائمة.)

أضف تعليق