ألمانيا: لا تزال الكرة في ملعب ايران — إمكانية تأجيل مؤقت للعقوبات رهن الالتزام
قالت ألمانيا إن تأجيلاً مؤقتاً لإعادة تفعيل عقوبات الأمم المتحدة وارد، بعد اتصال هاتفي جرى بين وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا والالمان ونائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، تخلله أيضاً مشاركة مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس. وقد عرضت الدول الثلاث (E3) مناقشة تمديد مؤقت لآلية «العودة السريعة» للعقوبات شريطة امتثال طهران لشروط محددة، غير أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية وصف خطوات ايران حتى الآن بأنها «غير كافية».
مضمون المكالمة جاء عقب إعلان القوى الأوروبية قبل أسابيع عن فتح مهلة 30 يوماً لتفعيل آلية «السنابباك» إذا لم يتم التوصل إلى تفاهم حول البرنامج النووي الإيراني. وطالبت طهران بمقاربة إيجابية وحسن نية من طرف الدول الأوروبية الثلاث.
تذكر الدول الأوروبية أنها تحذر منذ أسابيع من أن عقوبات الأمم المتحدة قد تُعاد بحلول أكتوبر، عندما تنقضي التفاهمات المتعلقة باتفاق 2015 إذا لم تُستأنف الآليات المتفق عليها. من جهتها حذّرت وزارة الخارجية الإيرانية من أن إعادة فرض العقوبات ستنطوي على عواقب.
آلية «السنابباك» في الاتفاق النووي تتيح إعادة فرض العقوبات بسرعة إذا تبين خرق إيران لبنود الاتفاق، الذي بموجبه قبلت طهران تقييد برنامجها النووي مقابل رفع عقوبات دولية عن اقتصادها.
على صعيد آخر، أُعلن عن اتفاق بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لاستئناف التعاون، بمن في ذلك في المبدأ فحص مواقع نووية، بعد اجتماعات في فيينا دعمتها في ما بعد هيئة الأمن القومي العليا الإيرانية. استئناف التعاون يُعد أحد الشروط الثلاثة التي وضعتها القوى الأوروبية لوقف تفعيل آلية «السنابباك» التي فعلت جزئياً في أغسطس.
طهران دفعت أيضاً بمسودة قرار في مؤتمر الوكالة العامة تحظر الهجمات على المنشآت النووية، لكن نائب رئيس مؤسسة الطاقة النووية الإيرانية فيينا، بهروز کمالوندي، اتهم الولايات المتحدة بممارسة ضغوط على الدول الأعضاء لعرقلة القرار و«تهديد الوكالة بقطع المساعدات عنها».
يشار إلى أنّ عمليات عسكرية في يونيو، استمرت 12 يوماً، طالت منشآت نووية إيرانية في ضربات نسبت إلى إسرائيل والولايات المتحدة، ما أدى إلى توقف بعض عمليات تفتيش الوكالة لأسباب أمنية وخلافات مع طهران. وتعتبر دول أوروبا أن استئناف التعاون مع الوكالة يشكّل دليل التزام يسمح بتأجيل تطبيق الإجراءات المتشددة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية أسماءييل باغايي إنّ «التصرف الإيجابي وحسن النية من جانب ايران يجب أن تقابله مقاربة مماثلة من الجانب الأوروبي. إذا بدأ بعض الأطراف الأوروبية بالانتقاص والانتقاد المستمر فهذا يعني أنهم لا يقبلون عمل الوكالة». وأضافت أن الاتصالات الجارية قد تؤدي إلى إدراك مشترك بأن تصعيد التوتر وإدامة الوضع الراهن لا يصب في مصلحة أحد.
منذ انسحاب الولايات المتحدة الأحادي من الاتفاق عام 2018 وإعادة فرض العقوبات، تبنّت مجلس حكام الوكالة أربع قرارات توبّخ إيران بدعم غربي، بينما تؤكد إيران أن برنامجها لأغراض مدنية سلمية. كما أن تقارير أجهزة الاستخبارات الأميركية والوكالة نفسها لم تثبت هذا العام أن ايران تسعى لامتلاك سلاح نووي.