ترامب يتعهد بإطلاق تنافسية الذكاء الاصطناعي… وإلغاء إشراف الولايات يوقِد خلافات داخل الحزب الجمهوري
أعلن الرئيس الأمريكي عبر حسابه في «تروث سوشيال» عزمه توقيع أمر تنفيذي يضع «دستوراً واحداً» لتنظيم تطوير الذكاء الاصطناعي، في مبادرة تهدف إلى توحيد القواعد الوطنية وتسريع الابتكار. الإعلان، الذي جاء يوم الإثنين، يمثل أحدث محاولة من إدارته لإزالة العوائق أمام تقدم هذه التقنية التحويلية، وهو ما أثار تساؤلات جدية بشأن آليات الرقابة والمسؤولية.
رسمياً، يقضي الإجراء التنفيذي المقترح بتجاوز موافقات الولايات في قضايا تنظيم الذكاء الاصطناعي، لكن مدى قانونية قدرة رئيس على إلغاء تشريعات أو سياسات الولايات يبقى غير محسوم أمام المراجعات القضائية. قال ترامب بصيغة حاسمة إن «لا بد من وجود كتاب قواعد واحد إذا أردنا الاستمرار في الصدارة في مجال الذكاء الاصطناعي»، وأضاف: «نحن نتفوق على جميع الدول في هذا السباق، لكن هذا الان لن يدوم طويلاً إذا شاركت خمسون ولاية، منها جهات فاعلة غير موثوقة، في صياغة القواعد وعمليات الموافقة».
كما حذر من أن تشتت المعايير قد يعرقل التقدم، وتابع بلهجة تحذيرية: «لا يمكن أن يكون هناك شك في هذا! الذكاء الاصطناعي سيُدمّر في مهده!» — عبارة تعكس أسلوبه المعروف في استخدام اللغة القاطعة.
تسعى إدارة البيت الأبيض إلى إدراج إطار فيدرالي للذكاء الاصطناعي ضمن مشروع قانون موازنات الدفاع السنوية، خطوة استقبلها أعضاء جمهوريون بانقسام حاد. يأتي الانقسام على خلفية تقليد الحزب في دعم صلاحيات الولايات والحكومة الفيدرالية المحدودة، فبعض النواب رأوا في التدخل الفيدرالي تجاوزاً غير مبرر.
من بين المنتقدين بارزة مارغوري تايلور غرين، التي كانت من الداعمين المتحمسين لترامب سابقاً لكنها اختلفت معه في قضايا عدة. كتبت في نوفمبر أن «الولايات يجب أن تحتفظ بحق تنظيم الذكاء الاصطناعي وسَنّ القوانين بما يخدم مصالح مواطنيها».
وعلى صعيد أوسع، حذّر مشرعون على مستوى الولايات عبر رسالة موجهة إلى الكونغرس من أن تشريعاً اتحادياً يلغي قوانين الولايات قد يقوض جهوداً محلية جرى إقرارها لتعزيز شفافية المستهلك، وتنظيم شراء الحكومات بمسؤولية، وحماية المرضى، ودعم الفنانين والمبدعين. قالت الرسالة إن «هذه القوانين تمثل عملاً حذراً ونوايا حسنة لحماية السكان من أضرار الذكاء الاصطناعي الواضحة والفورية. وإجراءات الإلغاء الفيدرالية قد تطيح بهذه الحمايات وتعرّض المجتمعات للخطر».
من جهة أخرى، حافظ ترامب على علاقات وثيقة مع قادة قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي منذ تسلمه المنصب في يناير. سبق له توقيع أمر تنفيذي يطالب بازالة «الحواجز» أمام الابتكار في الذكاء الاصطناعي، وأطلق خطة عمل موسعة ومبادرة أطلق عليها «مهمة جينيسيس» للذكاء الاصطناعي، التي شبهها بالرنامج التاريخي لمانهاتن الذي قاد لتطوير أول أسلحة نووية في العالم.
النقاش مستمر بين من يرى أن توحيد القواعد سيعزّز قدرة الولايات المتحدة التنافسية ويسرّع الابتكار، ومن يخشى أن يُضعف ذلك رقابة المجتمع المدني والولايات ويعرض الفئات الأكثر هشاشة لمخاطر غير منضبطة.