فيديو مولَّد بالذكاء الاصطناعي يدّعي استقبال حشود لقوات إسرائيلية متجهة إلى مدينة غزة
أُعلن أنّ الجيش الإسرائيلي سيُسيطر على مدينة غزة، وبعد ذلك انتشر مقطع مولَّد بالذكاء الاصطناعي يزعم أنَّه يُظهِر جماهير تهتف وتلوح بالأعلام أثناء تقدم القوات نحو القيلم الفلسطيني. المقطع محمّل بعلامة مائية تابعة لمنصة “Veo” ويحتوي على تناقضات بصرية تدلُّ على أنه مصنوع آليًا.
نُشر الفديو على فيسبوك يوم 12 أغسطس 2025 مع ترجمة باللغة البورمية تقول: «الجنود الإسرائيليون يسيرون من بلادهم لإكمال الاحتلال العسكري لغزة، بينما يستقبلهم ويثنّي عليهم ويؤيّدهم المواطنون الإسرائيليون». المقطع، الذي مدته ثماني ثوانٍ، حظي بأكثر من 65 ألف مشاهدة ويبدو فيه أشخاص يلوحون بالأعلام الإسرائيلية ويهتفون للجنود والمركبات العسكرية.
نُشِر المقطع أيضًا في مشاركات متشابهة على فيسبوك بعد إعلان إسرائيل عن خطة جديدة لـ”السيطرة” على مدينة غزة، ما أثار موجة انتقادات داخل وخارج البلاد. وبحث عكسي عن إطار-إطار عبر غوغل أظهر نفس المقطع منشورًا على تيك توك في 31 يوليو بعنوانٍ باللغة الإندونيسية يفيد بأن «مئاتٍ من العسكريين الإسرائيليين مستعدون للانتقام إثر هجوم إيراني».
توضح خاصية “حول هذه الصورة” في محرك البحث أن المقطع وُلد باستخدام أدوات غوغل للذكاء الاصطناعي. وأوضح متحدث باسم غوغل لوكالة الأنباء أن وجود علامة SynthID يشير إلى أن “الصورة أو المقطع قد نُشئ أو عُدّل بواسطة الذكاء الاصطناعي”. تُعدُّ SynthID أداة لتعريف الصور أطلقتها مختبرات DeepMind التابعة لغوغل في 2023، وتكتشف العلامات المائية الرقمية المضمّنة في الصور أو في إطارات الفيديو.
كلا النسختين من المقطع تحملان نفس العلامات المائية: اسم حساب تيك توك عبر منتصف المقطع، وكلمة “Veo” في الزاوية اليمنى السفلى. منصة Veo هي منصة غوغل لتوليد الفيديوهات القصيرة، وتتيح للمستخدمين إنشاء مقاطع مدتها ثماني ثوانٍ.
تحليل المقطع كشف عن شذوذات بصرية تدلُّ على ولادة آلية، من قبيل وجوه مغبّشة أو مشوّهة وأطراف مشوّهة الشكل. ومع التقدم السريع في تقنيات التوليد الآلي، تبقى مثل هذه الأخطاء من أوضح دلائل التزييف في الفيديوهات والصور.
السياق: مرّ أكثر من 22 شهرًا على الحرب في غزة التي اندلعت إثر هجوم غير مسبوق شنَّته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وما تزال البلاد منقسمة بين من يطالبون بوقف القتال والتوصل إلى صفقة لإطلاق الأسرى ومن يريدون القضاء النهائي على المسلحين الفلسطينيين. حسب إحصاء لوكالة الأنباء الفرنسية استنادًا إلى أرقام رسمية، أدَّى هجوم حماس إلى مقتل 1,219 شخصًا؛ ومن بين 251 رهينة أخذوا خلال الهجوم لا يزال 49 محتجزين في غزة، بينهم 27 تقول إسرائيل إنهم قتلى. من جهة أخرى، تشير وزارة الصحة في غزة إلى أن الهجوم الإسرائيلي أودى بحياة ما لا يقل عن 61,722 فلسطينيًا، أرقامٌ اعتبرتها الأمم المتحدة موثوقة.
أفاد التقرير بأن المقطع المذكور مولَّد آليًا، وأن الأخطاء البصرية والعلامات المائية تؤكدان ذلك. كما أن وكالة الأنباء الفرنسية سبق أن فندت ادعاءات مضللة أخرى متعلّقة بالحرب في غزة اعتمدت على محتوى مولَّد بالذكاء الاصطناعي.