محتالون على الإنترنت في ماليزيا استهدفوا مواطنين اندونيسيين يسعون للحصول على وثائق هجرة، مستخدمين مقاطع فيديو مُعدَّلة بتقنيات الذكاء الاصطناعي وحسابات واتساب منتحِلة تنتحل صفة ضباط مراقبة الحدود في البلدين الآسيويين الجنوبيين. تُغرر هذه الحسابات بالمستخدمين لإجبارهم على دفع رسوم مبالغ فيها مقابل خدمات مزعومة لاستخراج جوازات وسُفَر وتأشيرات.
في مقطع نُشر على تيك توك بتاريخ 17 يوليو، ظهر رجل يرتدي الزي الأسود لإدارة الهجرة الماليزية قائلاً: «أنا، جيّا، ضابط هجرة ماليزي من كوالالمبور، أود أن أُخبركم—لمن يرغبون في إصدار جوازات أو تصاريح أو تأشيرات وغيرها—أرسلوا رسالة إلى الأستاذ أنتـون هيليستياوان على واتساب، إن شاء الله يمكنه مساعدتكم». ترافقت اللقطة مع صورة مكدّسة لجوازات إندونيسية أُضيفت فوق الفيديو.
أفادت تقارير أن رقم الهاتف المدرج في سيرة الحساب الذي شارك المقطع قاد إلى حساب واتساب يحمل صورة أنطون كصورة ملف شخصية. الحساب المنسوب للضابط المزعوم أرسل إلى الضحايا استمارة طلب تضمنت بيانات شخصية مثل الاسم الكامل، وعنوان التسليم، وصورة الجواز، كما أرفق قائمة أسعار للخدمة المزعومة تراوحت بين 700 و900 رينغيت (نحو 213 دولاراً)، أي أكثر بكثير من الرسوم الرسمية.
تحرّق فريق وكالة فرانس برس الروابط ووجد عدداً من حسابات تيك توك تنتحل صفة ضباط هجرة ماليزيين وتنشر مقاطع تشير إلى الضابط الإندونيسي أنطون؛ جميع هذه الحسابات كانت مرتبطة بنفس رقم الواتساب. وظهرت مقاطع مماثلة لعدة ضباط هجرة آخرين تكرّر فيها الادعاء نفسه ودعوة المشاهدين للتواصل مع أنطون بخصوص طلبات الجوازات والتأشيرات.
لكن جميع الفيديوهات احتوت على تناقُضات بصرية واضحة توحي بأنها مُعدَّلة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل طرفات غير طبيعية للعينين وحركات فم لا تتوافق مع الصوت، إضافة إلى تشوّهات في الصوت. ورغم التقدّم السريع لتقنيات التزوير بالذكاء الاصطناعي، تظل هذه التناقضات علامة فعّالة لرصد المرئيات المعدّلة.
أظهرت عمليات البحث العكسي عن الصور والكلمات المفتاحية أن المقطع المُعدّل نُشر أول مرة كصورة ثابتة على تيك توك بواسطة المستخدم @bpjeya في 15 أكتوبر 2024، ثم عاد نفس الحساب ونشر لقطات شاشة للحسابات المنتحِلة ووسمها بـ«مزيفة» في منشور بتاريخ 5 أغسطس.
من جهتها، أكدت السفارة الإندونيسية في كوالالمبور لفرانس برس في 20 أغسطس أن لا أحد من موظفيها الحاليين يُدعى «أنتون هيليستياوان». وشرح متحدث باسمها أن «الاحتيال يستهدف أشخاصاً لا يميزون بين الفيديو الحقيقي والمُولَّد بالذكاء الاصطناعي، ومن هم في حاجة ماسة إلى جواز إندونيسي بغرض تأمين وظيفة في ماليزيا».
للمقارنة، الرسوم الرسمية للتقدّم بطلب جواز تصل إلى نحو 100 رينغيت كحد أقصى، أقل بكثير من المبالغ التي طلبها الضابط المزعوم عبر واتساب. وأكد المتحدث أيضاً أن القناة الرسمية للحصول على خدمات الهجرة تتم عبر حجز موعد إلكتروني مع السفارة، وليس عبر محادثات واتساب شخصية أو أطراف ثالثة.
سبق لوكالة فرانس برس أن فككت عدداً من الحسابات المنتحِلة التي كانت تعرض خدمات مزيفة لاستخراج شهادات أكاديمية و«رُخص قيادة بدون امتحان»، فضلاً عن فيديوهات ديب فيك لمسؤولين إندونيسيين يروّجون لـ«مساعدات نقدية» على منصات التواصل الاجتماعي.