مقطع مولَّد بالذكاء الاصطناعي يُسوَّق زورًا على أنه لقطات حقيقية من احتجاجات جاكرتا

تحولت التظاهرات في إندونيسيا، التي شهدت احتجاجات ضد الامتيازات المالية السخية للمشرعين، إلى مواجهات عنيفة بعد أن دهست مركبة شرطة سائق توصيل يبلغ من العمر 21 عامًا. ومع ذلك، فإن مقطع الفيديو الذي أظهر حشودًا ضخمة تسير في شارع، والذي ظهر مع بداية الاحتجاجات في 25 أغسطس، هو مقطع مُولد بالذكاء الاصطناعي.

يُرافق أحد مقاطع اليوتيوب تعليق صوتي باللغة الإندونيسية يقول: «جاكرتا اليوم! آلاف الطلاب من جامعات مختلفة بدأوا يصلون ويجتمعون مسيرين باتجاه مبنى مجلس النواب تحت حراسة عسكرية مشددة». يظهر الفيديو جموعًا مرتدية ألوانًا يُفترض أنها ألوان مدارسهم، حاملة لافتات تطالب بتغيير الأوضاع، وتقف قوات مسلحة على جوانب الطريق مسلحة ومستنفرة.

في اليوم ذاته احتشد مئات المتظاهرين خارج مبنى مجلس النواب، غاضبين من امتيازات فخمة تشمل بدل سكن يقارب عشرة أضعاف الحد الأدنى للأجور في العاصمة. تحولت الاحتجاجات لاحقًا إلى أعنف اختبارٍ لفترة ولاية الرئيس برابوو سوبيانتو التي لم تتجاوز عشرة أشهر، بعد أن دهست سيارة تكتيكية سوداء تابعة لوحدة الكتيبة المنقّلة (بريموب) سائق التوصيل عفّان كورنياوان فقتَلته.

انتشر المقطع بسرعة وأثار غضبًا واسعًا على خلفية تكتيكات الشرطة، وتوسعت الاحتجاجات لتشمل مدنًا إندونيسية أخرى. أسفرت الاضطرابات عن مقتل ستة أشخاص، وضغوط الشارع أدت إلى قرار بتقليص بعض الامتيازات المالية للمشرعين.

ظهر نفس المقطع على منصات أخرى، مثل يوتيوب وفيسبوك، وترك العديد من المستخدمين تعليقات تعبر عن تعاطفهم ودعمهم للطلاب، مثل: «حفظ الله الطلاب المحتجين ورفق بهم!» و«شكراً للطلاب الذين وقفوا مع الفقراء».

غير أن هذه اللقطات ليست حقيقية؛ فقد أُنتجت بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي. أظهر بحث عكسي للصور على غوغل أن مصدر المشاهد هو فيديو نُشر في 20 أغسطس 2025 على قناة تحمل اسم “Army Zone AI”. ويفيد وصف الفيديو بأن كل ما تراه — من صور وصوت وسرد — تم إنتاجه بالكامل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وقد وُصِم الفيديو أيضًا كمحتوى مُعدّل/مصطنع.

يقرأ  إنقاذ الخنزيرة البحرية الصينية عديمة الزعنفة من حافة الانقراض

لاحقًا، واصل نفس الحساب نشر مشاهد أخرى مولَّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي تُظهر احتجاجات إندونيسيا. وتحتوي لقطات الموكب على تشوّهات بصرية نموذجية للمخرجات الاصطناعية، مثل نصوص غير مفهومة على اللافتات، ووجوه مشوّهة، وحركة مركبات تبدو غير طبيعية أو متعرِّجة.

سبق لوكالة الأخبار أن فككت حالات معلومات مضللة استخدمت محتوى مولَّدًا بالذكاء الاصطناعي، ما يبرز الحاجة إلى التحقق الدقيق من مصادر الوسائط قبل تداولها.