غضب نجوم هوليوود من ظهور «تيلي نورود» كممثلة افتراضية مدعومة بالذكاء الاصطناعي

وصفت الممثلة المرشحة للأوسكار إميلي بلنت الابتكار الاصطناعي بأنه أمر مُرعب بعد انتشار شخصية افتراضية اسمها تيلي نوروود، التي أعلن مبرمجون هولنديون أنهم بصدد التفاوض مع وكالات مواهب بشأنها. تيلي تبدو لمن يمرّ سريعاً على حسابها على شبكات التواصل كممثلة شابة طموحة: صور احترافية، ومقاطع قصيرة كوميدية مُنتَجة بالكامل بالذكاء الاصطناعي، وصورة «ابنة الحيّ» التي تُروّج لها المواد المصاحبة.

كتب مبتكرو الشخصية أن «تيلي قد تكون ذكاءً اصطناعياً لكني أشعر بمشاعر حقيقية الآن»، مع تعبير عن حماسهم للمشروعات المقبلة. لكن ردّ هوليود لم يكن مرحباً: نقابة ممثلي الشاشة والاتحاد الأمريكي لمؤديي التلفزيون والراديو (SAG‑AFTRA) دانا ما وصفته بخلق شخصية مُنتَجة بواسطة برنامج حاسوبي تدرب على أعمال عدد هائل من المؤديين المحترفين، مؤكدة أنها «ليست ممثلة حقيقية»، وأنها لا تملك تجربة حياة أو عمقاً عاطفياً يُربط بالجمهور، ومن ثمّ فإن الجمهور لا يميل لمتابعة محتوى مفصول عن التجربة الإنسانية.

المخلوقة الرقمية صمّمتها الممثلة والكوميدية الهولندية إيلين فان دير فيلدن، التي صرّحت بأنها تطمح لأن تصبح تيلي «السكارليت جوهانسون الجديدة». حساب تيلي على إنستغرام يعرض صور اختبار وتمثيليات مُزيفة وإعلانات ساخرة، وحتىِ تركيبها افتراضياً على برامج تلفزيونية شهيرة ليصير أثرها متزايداً في الأوساط الإعلامية بعد تغطية صحفية حول قمة عُقدت في زيورخ، حيث عرضت فان دير فيلدن استوديو الإنتاج الذي تَأسَّس وشبكة وكالات مواهب اصطناعية أطلقتها مؤخراً، وتنبّأت بإعلانات قريبة عن مشاريع بارزة تستخدم هذه التكنولوجيا.

النقابة نبهت أن إشراك شخصية مثل تيلي في مشاريع تجارية قد يطعن في الحمايات التعاقدية التي نالها الممثلون بعد إضرابات 2023، وأن الاعتماد على «أداءات مُسروقة» عبر نماذج مدرّبة على أعمال الآخرين يهدد سبل عيش الممثلين ويُقلل من قيمة الفن البشري. من جهتها دعت الممثلة والمخرجة ناتاشا ليون للنبذ والمقاطعة لأي وكالة تتعاون مع هذه الكيانات الاصطناعية.

يقرأ  فانس: على أوروبا أن تتحمّل النصيب الأكبر من مسؤولية أمن أوكرانيا

وعبّرت إميلي بلنت، لدى مشاهدتها فيديو لتيلي، عن رهبتها وتأثيره الصادم قائلة إن المشهد مخيف ويدعو إلى التحذير من فقدان الروابط الإنسانية. في المقابل قالت الممثلة والكوميدية وبيفي غولدبرغ إن الجمهور قادر على التمييز بين أداء البشر و«المؤديين» الاصطناعيين لأن الحركة والتعابير والملامح تختلف ـ وهو ما يجعلها متشككة من أن التكنولوجيا ستستولي فعلاً على وظائف الممثلين.

خلاصة النقاش في الأوساط الفنية أن تيلي نوروود تفتح ملفاً أخلاقياً وقانونياً جديداً حول حدود استخدام الذكاء الاصطناعي في الفنون: هل تُقيّم مثل هذه الابتكارات كأعمال فنية مستقلة، كما تقول مصممتها، أم أنها تشكل تهديداً واقعيّاً للمهن الإبداعية حين تُبنى على استغلال أعمال سابقة للمحترفين؟ الخيار أمام الصناعة يتطلب توازناً بين الابتكار وحماية الفنانين.

أضف تعليق