صداقة… أم علاقة رومانسية؟ طلاب المدارس الثانوية يلجأون إلى الذكاء الاصطناعي بطرقٍ جديدة

«هذه التقنيّة أصبحت متجهًا جديدًا للتحرش والاعتداء والتنمّر، وهي مشكلات كانت قائمة منذ زمن بعيد قبل الانتشار الواسع للذكاء الاصطناعي، والآن أصبحت وسيلة لتفاقمها»، تقول ليرد.

تشير الدراسة إلى أن 28% من المعلمين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في العديد من المهام المدرسية أفادوا بأن مدارسهم تعرّضت لاختراق بيانات واسع النطاق، مقارنةً بـ18% من المعلمين الذين لا يستخدمون الذكاء الاصطناعي أو يستخدمونه في عدد محدود من المهام.

ليرد، التي شغلت سابقًا منصب مسؤول حماية البيانات لدى هيئة التعليم في مقاطعة كولومبيا، تؤكد أن زيادة تبادل المدارس للبيانات مع أنظمة الذكاء الاصطناعي تزيد من مخاطر حدوث اختراقات. «أنظمة الذكاء الاصطناعي تجمع كمية هائلة من البيانات، كما أنها تولّد كمًا كبيرًا من المعلومات أيضًا، وهذا يساهم في ترسيخ ذلك الارتباط»، تضيف.

كما وجد أن المعلمين الذين يعتمدون بدرجة أكبر على الذكاء الاصطناعي كانوا أكثر احتمالًا للإبلاغ عن فشل نظام ذكاء اصطناعي يستخدمونه في الصف بالعمل كما ينبغي. وهؤلاء المعلمون أبلغوا أيضًا بأن استخدام الذكاء الاصطناعي أضر بثقة المجتمع في المدارس؛ فمثلاً كثير من المدارس توظف برمجيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لمراقبة النشاط على الأجهزة الموزعة من المدرسة، مما أدى في حالات إلى إنذارات كاذبة وحتى توقيف طلاب. وهذا يثير قلقًا خاصًا بالنسبة للطلاب الذين لا يستطيعون توفير حواسيب شخصية لأن من يمتلك جهازًا شخصيًا يستطيع عمليًا الحفاظ على مستنداته ورسائله في إطار من الخصوصيه.

مخاطر على رفاهية الطلاب

الطلاب في المدارس التي تشهد استخدامًا مكثفًا للذكاء الاصطناعي كانوا أكثر ميلًا للإبلاغ بأنهم هم أو أصدقاء لهم لجأوا إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي طلبًا للدعم النفسي، أو كرفيق، أو كمهرب من الواقع، أو للدخول في علاقات عاطفية. وعندما أبلغ الطلاب عن محادثات شخصية مع أنظمة الذكاء الاصطناعي — وليست لأغراض دراسية — ذكر 31% منهم أنهم استخدموا جهازًا أو برنامجًا موفّراً من قبل المدرسة.

يقرأ  سفن حربية إيطالية وإسبانية تحمي قافلة متجهة إلى غزة عقب هجمات بطائرات مسيّرة — أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

«أرى أن على الطلاب أن يدركوا أنهم لا يتحدثون إلى إنسان فعليًا، بل إلى أداة، وهذه الأدوات لها حدود معروفة»، تقول ليرد. «أبحاثنا توحي بأن محو الأمية حول الذكاء الاصطناعي والتدريب الذي يتلقاه الطلاب سطحيّان جدًا».

وتضيف أن الطلاب والكوادر التعليمية غالبًا لا يتلقون تدريبًا أو إرشادًا كافيين لمساعدتهم على مواجهة التحديات الأكثر تعقيدًا المرتبطة بهذه التكنولوجيا. فعلى سبيل المثال، فقط 11% من المعلمين الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم تلقوا تدريبًا حول كيفية الاستجابة إذا شكّوا أن استخدام الطالب للذكاء الاصطناعي يضر بسلامته النفسية أو رفاهيته.

من جهة أخرى، كان المعلمون الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي بشكل متكرر أكثر احتمالًا للقول إن التكنولوجيا تحسّن عمليتهم التدريسية وتوفّر وقتًا وتتيح تعليمًا مخصّصًا للطلاب — لكن الطلاب في المدارس التي يسود فيها استخدام الذكاء الاصطناعي أبدوا مستويات أعلى من القلق حيال هذه التكنولوجيا، بما في ذلك شعورهم بانخفاض الارتباط بمعلميهم.

«ما نسمعه من الطلاب هو أنه قد يكون هناك قيمة لهذه الأدوات، لكن تصاحبها أيضاً تبعات سلبية»، تختم ليرد. «ولكي نتمكّن من جني فوائد الذكاء الاصطناعي، علينا أن نولي اهتمامًا جادًا لما يقوله الطلاب».

أضف تعليق