هيئة حماية البيانات الهولندية تحذّر من تحيّز روبوتات المحادثة وتأثيره على تصويت الناخبين
حذرت هيئة حماية البيانات في هولندا المواطنين من اللجوء إلى الذكاء الاصطناعي للحصول على نصائح حول التصويت، مُشيرة إلى أن روبوتات المحادثة الشهيرة تقدّم “رؤية مشوّهة ومقطّبة للغاية” للسياسة وتُعطي مشورة غير موثوقة ومتحيزة. وأوضحت الهيئة أن عدداً متزايداً من الناخبين استخدم هذه النماذج لتحديد من يصوتون له، رغم محدودية شفافيتها وعدم إمكانية التحقق من مخرجاتها.
أجرت الهيئة اختبارات على أربعة من أشهر أنظمة الدردشة — ChatGPT وGemini وMistral وGrok — في الفترة التي سبقت الانتخابات البرلمانية المقررة في 29 أكتوبر، وخلصت إلى أن هذه الأنظمة تميل إلى اقتراح أحزاب على هامش الطيف السياسي بشكل متكرر. عند مطالبة النماذج بتحديد ثلاثة خيارات تتوافق مع تفضيلات سياسات 1500 ملف انتخابي افتراضي، جاءت توصياتها غالباً لصالح أحزاب متطرفة نسبياً، سواء من اليمين المتشدد أو من اليسار.
وأشارت نتائج البحث إلى أن النموذجين الأكثر ظهوراً ضمن التوصيات كانا حزب الحريّة اليميني المتشدد (PVV) والحزب اليساري الأخضر–العمال، بينما أحزاب تميل إلى الوسط السياسي — مثل حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية (VVD) والديمقراطيون 66 (D66) — حازت على توصيات أقل بكثير. ومن اللافت أن بعض التشكيلات، بما في ذلك التحالف المسيحي الديمقراطي (CDA) وحزب “دينك” اليساري الميول، كادت ألا تُقترح إطلاقاً.
قالت مونيك فيردييه، نائبة رئيس الهيئة، إن الناخبين الذين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي يخاطرون بأن تُوجَّههم أنظمة لا تعكس تفضيلاتهم الحقيقية، مما يؤثر بصورة مباشرة على ركن أساسي من أركان الديمقراطية: نزاهة الانتخابات الحرة والعادلة. وأضافت أن الهيئة تحض الناخبين على عدم استخدام روبوتات الدردشة كمرشدين انتخابيين، كما دعت مزوّدي هذه الأنظمة إلى اتخاذ تدابير تمنع استغلالها كأدوات إرشاد تصويتي.
تأتي هذه التحذيرات في سياق أزمات سياسية أوسع: الحزب اليميني المتشدد بقيادة غيرت ويلدرس سحب دعمه للحكومة بعدما رفض شركاؤه في الائتلاف خطة من عشر نقاط لتقليص الهجرة بشكل جذري. وبالرغم من أن حزب ويلدرس حقق مفاجأة كبيرة بفوزه بعدد مقاعد لافت في انتخابات 2023 ويظهر متقدماً في استطلاعات الرأي قبل الاقتراع المقبل، فإن تحقيق غالبية برلمانية يبدو أمراً بعيد المنال. ومن المعروف أن المشهد السياسي الهولندي يحكمه تقليد التحالفات، إذ لم تُدرَ حكومات وطنية دون ائتلافات متواصلة منذ أربعينيات القرن الماضي، وجميع الأحزاب الكبرى أعلنت سابقاً رفضها دعم الحزب اليميني المتطرف لتشكيل حكومة.