طائرات مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع تستهدف الخرطوم لليوم الرابع على التوالي في هجمات متواصلة أخبار

سُمعت انفجارات في محيط مطار خرتوم الدولي وسط ضبابية بشأن موعد إعادة فتحه.

استهدفت قوات الدعم السريع العاصمة السودانية الخرطوم ومطارها الرئيسي بطائرات مسيّرة لليوم الرابع على التوالي، فيما تحاول القوات المسلحة السودانية الموالية للحكومة استئناف الحركة الجوية بعد استعادتها السيطرة على المدينة قبل أشهر.

أبلغ سكان يقيمون قرب مطار الخرطوم قناة الجزيرة بأنهم سمعوا طائرات مسيّرة وصواريخ أرض‑جو فوق العاصمة في الساعات الأولى من صباح الجمعة، تلا ذلك دوي انفجارات قوية. ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كان المطار قد أصيب فعلاً أو مدى الأضرار التي لحقت به.

بدأت الهجمات يوم الثلاثاء، أي قبل يوم من الموعد المقرر لعودة العمليات التشغيلية للمطار بعد نحو عامين من الحرب. حطّت رحلة واحدة تشغّلها شركة بدر يوم الأربعاء، قبل أن يقول مسؤول في المطار لوكالة فرانس برس بشرط عدم الكشف عن هويته إن إعادة الافتتاح أُجلت «حتى إشعار آخر» بسبب الهجمات الواردة.

قالت هبة مورغان مراسلة الجزيرة من الخرطوم إن «رغم تصريح السلطات بأن العمليات مُقررة أن تبدأ في 26 أكتوبر، ثمة مخاوف جدية من عدم حدوث ذلك».

أسفرت الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 عن مقتل عشرات الآلاف، ونزوح نحو 12 مليون شخص، وترك نحو 30 مليون شخص بحاجة للمساعدات الإنسانية، مما يجعلها أكبر أزمة إنسانية في العالم.

العودة إلى الخرطوم

استعادت القوات الحكومية العاصمة من القوات شبه العسكرية في مارس. ومنذ ذلك الحين بدأ السكان يعودون إلى منازلهم بحذر، وغالباً ما يعثرون عليها مدمرة.

انهار منزل الفاتح بشير في أم درمان — الذي بنى البيت من مدخراته — إذ تهاوت الأسقف وتضررت الجدران. قال بشير للجزيرة إنه بنى المنزل أثناء عمله خارج البلاد، مضيفاً أنه لا يملك الآن الأموال اللازمة لإصلاح الأضرار. «أنا لا أعمل، أجلس بلا عمل مع زوجتي وطفليْن. أحياناً بالكاد نجد ما نأكل. كيف أبدأ إعادة البناء؟» قال.

يقرأ  كل ما تحتاج إلى معرفته عن مناظرات عمدة مدينة نيويورك — أخبار الانتخابات

لا تزال السلطات تحصي عدد المنازل المتضررة، لكن آثار المعارك بين الجيش والدعم السريع ظاهرة في أرجاء العاصمة. وقالت إفـاف خَمِد (أفاف خالد) إنّها أغميَ عليها عندما رأت حجم الدمار. «هذا البيت هو مكان مولدنا وزواج أفراد أسرتنا. أعيش الآن هنا مع أختي ولا نستطيع إعادة البناء لأن لا أحد يساعدنا»، أخبرت الجزيرة.

انهيار العملة المحلية يجعل إعادة الإعمار أمراً شبه مستحيل حتى لمن احتفظ بوظائفهم أثناء الحرب. فقد ارتفعت قيمة الدولار مقابل الجنيه السوداني من نحو 600 جنيه في أبريل 2023 عندما بدأت الأزمة إلى حوالي 3500 جنيه. كما أن السلع نادرة بسبب الحرب، ما يعقّد عملية الترميم. قال صاحب متجر مواد بناء، محمد علي، إن وصول المواد يتأخر كثيراً بسبب إجراءات التفتيش الأمنية، مما يزيد من تكلفتها، ونتيجة لذلك «قليلون جداً هم من يأتون لشراء مواد البناء».

التزمت الحكومة بإعادة بناء العاصمة، لكن تركيزها حتى الآن كان على مؤسسات الدولة، بينما تُرك السكان ليجدوا سُبُلهم في إعادة بناء منازلهم ومجتمعاتهم. اعلنت الحكومة أنها ستواصل جهود المساعدة، إلا أن الواقع على الأرض ما يزال مليئاً بالتحديات.

أضف تعليق