«كل ما أريده هو أن أتنفّس» احتجاجات ضد تلوث الهواء في نيودلهي — أخبار الطقس

نُشر في 10 نوفمبر 2025

انقر للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي
شارك

غطّت سحابة خانقة من الضباب الدخاني العاصمة الهندية، فامتلأ الهوا برائحة حادّة مع تصاعد مستويات التلوّث، ما أدّى إلى تفاقم حالة طوارئ صحية دفعت السكان للمطالبة بتحرّك حكومي فوري.

بحلول صباح الاثنين بلغ مؤشر جودة الهواء في نيودلهي 344، مصنّفاً ضمن خانة “شديد” وخطِر على التنفّس وفقاً للمعايير اليومية التي توصي بها منظمة الصحّة العالمية.

في مظاهرة قوية عبّرت عن قلق الجمهور، تَجمّع العشرات في نيودلهي يوم الأحد للمطالبة بتدخّل الحكومة لمواجهة أزمة الهواء السام التي حجبت أفق المدينة.

انضم الأطفال إلى آبائهم في الوقفة، مرتدين أقنعة واقية وحاملين لافتات، ومن بينها واحدة كتبت بصراحة مؤلمة: «أشتاق إلى التنفّس».

تُعدّ نيودلهي، التي يقطنها نحو 30 مليون نسمة في نطاق متروبوليتاني، واحدةً من أكثر العواصم تلوّثاً في العالم بشكل مستمر.

كل شتاء يخنق الضباب السام الأفق عندما تُحبس الملوّثات قرب سطح الأرض بفعل انخفاض درجات الحرارة، فيُشكّل ذلك مزيجاً قاتلاً من انبعاثات حرائق الأراضي الزراعية، والآلات الصناعية، وعوادم المركبات.

ترتفع مستويات الجسيمات الدقيقة PM2.5 — جسيمات مسرطنة قادرة على اختراق مجرى الدم — إلى تركيزات تتجاوز مرّات عدّة الإرشادات الصحية اليومية للأمم المتحدة، أحياناً بما يقرب من 60 ضعفاً.

«اليوم أنا هنا فقط كأم»، قالت المتظاهرة نمراتا ياداف التي حضرت مع ابنها. «أنا هنا لأنني لا أريد أن أصبح لاجئة مناخية».

عند موقع التظاهر قرب بوابة الهند، النصب التذكاري للحرب، سجّلت قراءات PM2.5 مستويات أعلى من الحد اليومي الذي توصي به منظمة الصحة العالمية بأكثر من 13 ضعفاً.

«عاماً بعد عام تكرّر القصة نفسها، لكن لا حلّ يُطرح»، قالت تانفي كوسوم، محامية، موضحةً أنها شاركت لأنها «محبطة». «علينا زيادة الضغط حتى تتعامل الحكومة مع الموضوع بجدّية على الأقل».

يقرأ  روس أتكينز: الحرب الإسرائيلية في غزة ومسألة التناسب

الإجراءات الحكومية لمواجهة الأزمة أظهرت محدودية الفعالية، وتشمل قيوداً جزئية على المركبات العاملة بالوقود الأحفوري، وآليات رشّ الماء ذات طاقم محدود لكبح الجسيمات العالقة.

«التلوث يقطّع أرواحنا»، أعلنت شابة قالت إنّها «تتحدث باسم دلهي» ورفضت الإفصاح عن اسمها.

تقدّر أبحاث نُشرت في مجلة The Lancet Planetary Health العام الماضي أن 3.8 مليون وفاة في الهند بين 2009 و2019 كانت ناتجة عن تلوث الهواء.

تحذّر منظّمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن الهواء الملوّث يزيد بشكل دراماتيكي من قابلية اطفال للإصابة بالتهابات الجهاز التنفّسي الحادة.

مع حلول المساء على أفق مغطّى بالضباب السام، تزايد الحشد حتى تدخّلت الشرطة، فاعتقلت عدداً من النشطاء وصادرت مواد التظاهر بحجة عدم وجود تصاريح رسمية.

حتى لافتة ممزّقة جزئياً جسّدت جوهر مطلبهم: «فقط أريد أن أتنفّس».

أضف تعليق