استكشاف آفاق جديدة التعلّم القائم على اللعب مفتوح النهاية: تعزيز جودة التعلم والتدريس

نظرة عامة:
اللعب المفتوح القواعد والمبني على الاستكشاف يمنح الطلاب مساحة للتعبير عن أنفسهم، وللتفكير النقدي، وينمّيهم بصورة شاملة — وبذلك يقوّي جودة التعليم والتعلّم.

«لكنني أستطيع التعبير فقط عبر الكتابة. لا أعرف طريقة أخرى»، قال لي تلميذي ذو العشر سنوات.

ترددت للحظة في كيفية الرد، ثم فوجئت بأن المعلمة داخلي أيّدت كلامه فورًا: «نعم، أنت تعبّر ببلاغة في كل واجباتك. والآن أريدك أن تجربه بأشكال جديدة».

كمعلمة، أصادف كثيرًا مواقف تشكِّل تحديًا لفهمي وتدفعني لتوظيف خيالٍ تربوي لدعم نمو التلاميذ. في هذا الموقف، اعترفت بموهبة التلميذ، وحوّلت اعترافي ذاك إلى فرصة لتعريف الصف بمزايا التعلم القائم على اللعب المفتوح.

ما هو اللعب؟
يمكن وصف اللعب بأنه استكشاف أساسي داخل دائرة الراحة الذاتية للطفل. من منظوره، هو وسيلته للنمو والتطور: يحوّل كل تفاعل ومعايشة مع الموارد المحيطة — سواء كانت مادية مثل الألعاب أو غير مادية مثل البشر والبيئة — إلى معانٍ قابلة للاشتغال والتعلّم. تلك المعارفِ المولَّدة داخليًا غالبًا ما تكون عالية الجودة وأكثر استدامة. يساهم التعلم المبني على اللعب في تنمية مهاراتٍ شتى: مفاهيمية، معرفية، اجتماعية، عاطفية وحركية؛ وهو استراتيجية قادرة على تلبية احتياجات متعددة بنتيجة واحدة.

«اللعب هو أعلى شكل من أشكال البحث»، عبارة تُنسب لأينشتاين وتؤكد أهميّة الفضول والاستكشاف والإبداع في عمليّة التعلّم، كما تدعم نهج التعلم القائم على اللعب. بقراءة متأنية لقولته نستنتج أن اللعب أداة قويّة للاكتشاف والتعلّم؛ فهو يشجّع الفضول، والاستكشاف، والخيال، والابتكار، ويساهم في التقدّم البشري ويعزّز مهارات حل المشكلات والتفكير النقدي.

ما هي البيداغوجيا الداعمة؟
بالعودة إلى التلميذ الذي أثار تفكيري، اعترفتُ بموقفه وتعاطفت معه، ثم أشرتُ بخفّة إلى موارد الصف ودعوتُه للعب معي. لم تستغرق العملية جهدًا كبيرًا بعد ذلك، إذ إن اللعب فطري فينا ويدفعنا داخليًا للمشاركة في أنشطة مرحة. كانت لحظة مؤثِّرة أن تراه يلتقط قطع لعبة “جنغا” ويبدأ ببناء شيءٍ يُعبّر عن فكرته: باستخدام عدة قطعٍ من “جنغا”، وأسلاكٍ رخوة، وأغطية زجاجات، بنى مشهدًا يعكس رغبته في تجربة الـparasailing — هكذا كان مفهوم المغامرة بالنسبة إليه، وابتسامته كانت كافية لتقول كل شيء.

يقرأ  هدم تمثال عمره أربعون عاماً ضمن مشروع تعزيز الصمود في باتري بارك سيتي

أتاحت البيداغوجيا الداعمة للتعلم القائم على اللعب للتلميذ حرية الاستكشاف والتجريب دون قيود النتيجة، فأوقدت قدراته على التفكير النقدي وحل المشكلات وعزّزت مهاراته المعرفية والمنطقية. في التعلم المفتوح، يمتلك المتعلمون الحرية في التحرّك وفق أصواتهم واختياراتهم، ما يشجّع التفكير النقدي وحل المشكلات.

كيف يساعد اللعب على القدارت المعرفية؟
في جلسة لعب حرّ أخرى لاحظت مجموعة من التلاميذ يعملون بقطع بناء متنوعة. قرّروا تصميم جسر قادر على حمل وزن معيّن. في البداية انهارت محاولاتهم، لكن بدلاً من الاستسلام، جلسوا للتفكير والتجريب في تصاميم هيكلية مختلفة حتى نجحوا في بناء جسر متين. علّمتهم تلك التجربة التفكير المنطقي ووضع استراتيجيات لتجاوز العقبات، كما سمحت لهم بتوظيف خيالهم لابتكار قصص ومشاهد وحلول فريدة. حين شاركوا أفكارهم مع أقرانهم تلَقّوا تقديرًا أسهم في تعزيز مهاراتهم الاجتماعية.

دعا كل منهم الآخرين للانضمام إلى مجموعتهم والمساهمة في مشاريعهم. وبينما تعاون الطلبة، تحوّل تفاعل بسيط إلى مشروع صفّي: استمعوا لأفكار بعضهم بانفتاح، وزعوا الأدوار، وعملوا معًا لتحقيق هدف مشترك. علّمهم ذلك التعاطف واحترام وجهات النظر المختلفة والقدرة على العمل ضمن فريق، وانتهى المشروع إلى نموذجٍ مفصّل لمدينة يُجسِّدّ تعاونهم الجماعي.

في ذلك اليوم نمت لدى الطلبة مهارات متعددة بفضل التعلم القائم على اللعب المفتوح. هذا النهج لا يقتصر على مادة واحدة؛ بل يدمج معارف ومهارات من مجالات مختلفة، حيث طبّق التلاميذ مبادئ STEAM بينما كانوا يرسمون ويصنفون إبداعاتهم ويستعينون بمهارات القراءة والكتابة. هذا النهج الشمولي يجعل الأطفال يدركون ترابط المواد ويقدّرون جدوى ما يتعلّمونه.

خلاصة وتأمّل
أذكر قولًا مجهولًا: «كل طفل موهوب؛ إنما يفتح هداياه في أوقاتٍ مختلفة». لكل طفل إمكانات واسعة، والتعلم المبني على اللعب المفتوح هو بيداغوجيا فعّالة لفتح هذه الإمكانات. يوفّر فرصًا متنوعة لتعزيز الإبداع ومهارات التفكير، ويدعم التفكير المفاهيمي وينمّي الطفل اجتماعيًا وعاطفيًا. بدمج هذا النهج الداعم داخل مناهجنا التعليمية يمكننا مساعدة الأطفال على اكتشاف مواهب وميول جديدة، ما يضمن نموًّا وتطوّرًا شاملين ومستدامين في عالم يتغير باستمرار. الثابت الوحيد هو الغريزة الفطرية للعب، ويمكن تسخير هذه العمليّة الطبيعية لضمان تعليم وتعلّم عالي الجودة.

يقرأ  بايدن يخضع لعلاج إشعاعي لسرطان البروستاتاأخبار جو بايدن

دعهم يلعبونُ حرًّا وواسعًا
في العوالم ينسابونَ بخفّة
غايةٌ واضحة، وقلوب فخورة
يزهر التعلّمُ في عمقهُم بهدوء
اللعبُ سعيد!

نبذة عن الكاتبة
سمريتي ساجانار مدرسة متحمّسة تملك أكثر من ثلاثين عامًا في التربية، متخصّصة في التعلم القائم على اللعب وسرد القصص. هي خبيرة معتمدة من مايكروسوفت في التعليم الابتكاري ومدرِّبةٌ للمعلمين، تستخدم أساليب إبداعية تركز على الطالب لبناء مهارات الحياة والتفكيرر النقدي. ألفت كتب عمل مبنية على مناهج NCERT، ونشرت على نطاق واسع، وقدمت ورش عمل للمعلمين والطلبة. يركّز عملها على الاحترافية التربوية والنمو الشمولي وتمكين المتعلّمين من خلال تعلّمٍ مفعم بالفرح والمعنى. تسعى الآن لمشاركة معارفها وخبراتها عبر مقالات وبودكاست وورش تفاعلية لتوسيع نطاق التعليم بما يتجاوز جدران الصف.

أضف تعليق