المحكمة العليا الأميركية تبتّ في تقنين قبول طلبات اللجوء على حدود الولايات المتحدة والمكسيك أخبار دونالد ترامب

المحكمة العليا الأميركية تقرّ مراجعة طعن قضائي ضد سياسة «الميترينغ»

وافقت المحكمة العليا للولايات المتحدة على طلب مراجعة طعنٍ دستوري ضد تكتيك مثير للجدل يُعرف باسم «الميترينغ»، الذي استخدمته السلطات الفدرالية لردّ طالبي اللجوء الذين يبلغون المنافذ الرسمية على الحدود ويُمنعون من العبور. يوم الإثنين منحت هيئة القضاة التماس إدارة الرئيس دونالد ترامب لإعادة النظر في حكم محكمة أدنى قضى بأن «الميترينغ» يمثل عائقًا غير قانوني أمام إجراءات اللجوء.

قضية «أل أوترو لادو ضد نويم» أُحيلت سابقًا إلى محكمة الاستئناف للدائرة التاسعة في سان فرانسيسكو، التي خلصت إلى أن سياسة «الميترينغ» تنتهك القانون الفدرالي الذي يمنح غير المواطنين الحق في تقديم طلبات لجوء داخل الولايات المتحدة. يشير مصطلح «الميترينغ» إلى ممارسة إعادة طالبي اللجوء الذين يصلون إلى المنافذ الرسمية بحجة أن المسؤولين عند الحدود «وصلوا إلى الطاقة الاستيعابية».

نتيجة هذا الإجراء كانت غالبًا ترك طالبي اللجوء على الجانب المكسيكي من الحودود الجنوبية دون ضمانات أو جدول زمني لقبول طلباتهم. وفي 2024، حكمت محكمة الاستئناف بأغلبية اثنين إلى واحد أن مثل هذا التعامل يشكل «حرمانًا» من حقوق اللجوء، لا مجرد تأخير مؤقت.

الصراع حول «الميترينغ»

منظمة «أل أوترو لادو» غير الربحية للدفاع عن المهاجرين، والتي رفعت القضية، قالت إنها تتطلع إلى عرض حججها أمام المحكمة العليا التي تتمتع بأغلبية محافظة ستة إلى ثلاثة. وأكدت المنظمة أن قوانين الهجرة الأميركية تُلزِم الحكومة بتفتيش ومعالجة الأشخاص الطالِبين للجوء عند منافذ الدخول والسماح لهم بمواصلة دعاواهم القانونية داخل البلاد.

ووصفت المنظمة سياسة «الردّ» الحكومية بأنها مخطط غير قانوني لتجاوز تلك المتطلبات من خلال منع طالبي اللجوء ماديًا عند المنافذ ومنعهم من عبور الحدود طلبًا للحماية. كما نبهت إلى أن هذه السياسة تركت المثلّمين في أوضاع خطرة على الجانب المكسيكي من الحدود، حيث تعرّضوا للابتزاز من شبكات إجرامية ومسؤولين فاسدين. «أُترِكَت العائلات الضعيفة والأطفال والبالغون الناجون من الاضطهاد في ظروف مهدِّدة حيث واجهوا اعتداءات عنيفة وخطفًا وأحيانًا الموت»، جاء في بيانها.

يقرأ  نزوح قسري لسكان مدينة غزة جراء تكثيف إسرائيل غاراتها — أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

الإدارة والدفاع عن القيود على اللجوء

يسمح القانون الأميركي للأشخاص الفارين من اضطهاد مبرَّر بالتقدّم بطلب لجوء داخل حدود الولايات المتحدة، ويشمل الحماية من يُستهدَفون بسبب العرق أو الدين أو الجنسية أو الانتماءات السياسية أو العضوية في جماعة اجتماعية معيّنة. وعلى مدى عقود، شجعت الإدارات المتعاقبة طالبي اللجوء على التوجّه إلى المنافذ الرسمية لتقديم طلباتهم بدلًا من العبور بطرق غير نظامية؛ لكن المدافعين يرون أن رسالة «الميترينغ» تعكس العكس، إذ توحي بأن الظهور عند منفذ رسمي قد يؤدي إلى الردّ عليك بلا انتهاء.

على الجانب الآخر، سعت إدارة ترامب إلى تضييق إمكانية تقديم طلبات اللجوء بشكل عام، محاججةً بأن «الميترينغ» أداة ضرورية لردع الاستغلال والإدارة السليمة للنظام. وجادل محامو الإدارة بأن سياسة «الميترينغ» لا تنتهك قوانين اللجوء لأنها تطبَّق على من هم عند الحدود فقط ولم يعبروا أرض الولايات المتحدة. واستعملت وزارة العدل في مذكراتها إشارات تاريخية ورياضية لتوضيح الفكرة، مشيرة إلى أن القوات الحليفة لم تُعتبر «وصلت إلى» نورماندي أثناء عبورهن القناة، ومقارنةً بأن لاعب كرة قدم لم يصل إلى منطقة النهاية إذا أُوقِف على بعد ياردات منها.

أصول السياسة والتحديات القانونية المستمرة

بدأت ممارسات «الميترينغ» فعليًا عام 2016 وتبلورت رسميًا عام 2018 مع تبرير الحكومة بوجود ضغوط على الطاقة الاستيعابية جراء تزايد أعداد القادمين. رُفِعَت الدعوى الأولى في 2017، وشارك في التمثيل مجموعات عدة من بينها مركز دراسات النوع واللاجئين ومركز الحقوق الدستورية والمجلس الأميركي للهجرة، نيابةً عن 13 مهاجرًا.

أُوقفت سياسة «الميترينغ» في 2021 خلال إدارة الرئيس جو بايدن بعد أن ألغت محكمة فدرالية الممارسة، غير أن الإجراءات القانونية المتعلقة بالسياسة استمرت، وقد جرى فرض قيود أخرى على عملية اللجوء منذ ذلك الحين. كما أن دفاع إدارة ترامب عن «الميترينغ» جزء من نقاش أوسع حول سياسات اللجوء لتلك الإدارة؛ ففي 20 يناير—اليوم الأول من فترته الثانية—وقّع ترامب أمرًا تنفيذيًا يفرض حظرًا فعليًا على طلبات اللجوء عند الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، وهو حظر خاضع لتحدٍّ قضائي منفصل.

يقرأ  كونور بين يهيمن على كريس إيوبانك جونيور في إعادة المواجهة ويحقق فوزًا في نزال الوزن المتوسط | أخبار الملاكمة

في يوليو، ألغى قاضٍ فدرالي هذا الحظر مؤكدًا أنه يخلق «نظام هجرة بديلًا» معزولًا عن الحمايات التي أرستها السلطة التشريعية. واستأنفت الإدارة ذلك القرار كذلك.

خلفية تاريخية وآثار سياسية

نظُم نظام اللجوء، إلى حد بعيد، استجابة للاضطهاد الواسع الذي شهدته أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية والهولوكوست، لكن السنوات الأخيرة شهدتُ محاولات متتالية من حكومات مختلفة للحد من حقوق اللجوء كجزء من تشدد أوسع في سياسات الهجرة. وقد بَيّنَت حملة ترامب الانتخابية لرئاسة ثانية التزامًا بتقليص كبير للهجرة إلى الولايات المتحدة.

سعت إدارته أيضًا إلى دفع دول أخرى للانضمام إلى محاولات إعادة تشكيل نظام اللجوء واللجوء الدولي؛ وفي أيلول/سبتمبر شارك مسؤولون في إدارة ترامب في منتدى على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة حمل عنوان «نظام لجوء اللاجئين العالمي: ما الذي حدث وكيف نصلحه؟». وبعد ذلك، في أكتوبر، أعلنت الإدارة عن أدنى سقف لقبول اللاجئين في تاريخ الولايات المتحدة: 7,500 لاجئ للسنة المالية 2026، مع منح أسبقية —حسبما ورد— لمجموعات مثل الأفريكانيين البيض من جنوب أفريقيا و«ضحايا التمييز غير العادل» الآخرين. وقد رفض النقاد مزاعم ترامب بوجود «إبادة بيضاء» في جنوب أفريقيا ووصفوها بأنها ادعاءات زائفة. لا يوجد أي محتوى يمكنني اعادة صياغته أو ترجمته.

أضف تعليق