قبل ثورة 1979، كانت شركة طيران ايران — المعروفة باسم «هما» — من بين أرقى شركات الطيران في العالم وأكثرها توسعًا بسرعة.
كانت مضيفات الطيران رمزًا لإيران المعاصرة المنفتحة على الخارج، وكان العمل في هذا القطاع يُعتبر مهنة نخبوية ومطلوبة بشدة لدى الشابات. خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي تحوّلت هذه الممثلات للموضة إلى أيقونات عالمية، يجسدن بريق عصر الطائرات النفاثة؛ وكانت الازياء المصمّمة لهن من توقيع كبار المصممين، تتألف عادة من بلايزرات مفصّلة، تنانير بطول الركبة، وقبعات أنيقة على شكل قرص.
سادت معايير صارمة في المظهر من تصفيف الشعر بعناية إلى مكياج محافظ ووقفة متزنة، ولم يكن الحجاب مفروضًا آنذاك، لذا ظهرت المضيفات بشعر مكشوف. كانت الوظيفة تتطلب خلفية تعليمية قوية وطلاقة في عدة لغات، مما جعل عملية الانتقاء تنافسية للغاية؛ كثيرات منهن درسْن في الخارج وتلقين تدريبًا على تقديم ما يُعرَف بـ«الضيافة الفارسية» في خطوط الطيران الفاخرة، بما في ذلك الرحلات المباشرة بين طهران ونيويورك.
تقلّدت هؤلاء النساء دور سفراء ثقافيين، حاصلات على فرصة السفر العالمي وامتلاك درجة من الحركة الاجتماعية نادرة في ذلك الزمان. وبعد ثورة 1979 تغيّرت الصورة تمامًا، إذ استُبدلت الأزياء الكوزموبوليتانية بزيّ محتشم وأغطية رأس تعكس قيم الجمهورية الإسلامية الجديدة.