واشنطن تفرض عقوبات على مسؤولين صحيين برازيليين بسبب بعثات طبية كوبية في الخارج — أخبار دونالد ترامب

أعلنت الولايات المتحدة أنها أبطلت تأشيرات دخول لمسؤولين برازيليين وأفارقة ومن دولٍ كارِيبية لصلاتهم ببرنامج كوبا لإرسال الأطباء إلى الخارج، الذي وصفته واشنطن بأنه «عمل قسري».

ذكرت واشنطن اسمَي مسؤولين في وزارة الصحة البرازيلية: موزارت جوليو تابوسا ساليس وألبرتو كليمان، اللذين جرى إلغاء تأشيرتيهما لعملهما في برنامج «مايس ميديكوس» (المزيد من الأطباء) الذي أُطلق في عام 2013.

وفي بيان يوم الأربعاء قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن العقوبات طالت «مسؤولين متورطين في تيسير مخطط نظام كوبا لتصدير العمل بالإكراه»، وادعى أن هذا المخطط «يُثري النظام الكوبي الفاسد ويحرم الشعب الكوبي من رعاية طبية أساسية».

وأضاف روبيو: «اتخذت وزارة الخارجية خطوات لإلغاء التأشيرات وفرض قيود على التأشيرات ضد عدد من مسؤولي الحكومة البرازيلية، ومسؤولين سابقين في منظّمة الصحة للبلدان الأمريكيتين وعائلاتهم، لتواطئهم مع مخطط نظام كوبا لتصدير العمالة في إطار برنامج مايس ميديكوس».

وفي بيان سابق أعلن روبيو أيضًا فرض قيود على تأشيرات مسؤولين أفارقة (دون تحديد الدول) وعلى مسؤولين من غرينادا الكاريبية لنفس الأسباب.

وصفت الحكومة الكوبية جهود واشنطن لوقف بعثاتها الطبية بأنها ذريعة مُستخدَمة بصورة سِياسية لضرب إيراداتها من العملة الأجنبية.

وقالت جوهانا تابلادا، نائبة مدير شؤون الولايات المتحدة في كوبا، إن «التعاون الطبي سيستمر». وكتبت على منصة X: «أولويّات [روبيو] تتكلّم بصوت عالٍ: تمويل إبادة إسرائيلية ضد فلسطين، تعذيب كوبا، والاصطياد على خدمات الرعاية الصحية لمن هم في أمسّ الحاجة إليها».

تمثل البعثات الطبية الكوبية سلعة تُباع للدول ثالثة وتعد مصدرًا رئيسيًا للعملة الصعبة للدولة معزولة اقتصاديًا، التي تعاني منذ عقود من عقوباتٍ مُنهِكة فُرضت عليها من الولايات المتحدة. يعود تاريخ الإرسال الطبي الدولي من هافانا إلى سنوات ما بعد ثورة 1959، عندما قدّم نظام فيدل كاسترو برنامج رعاية طبية مجاني أو منخفض التكلفة للدول النامية كعمل تضامني دولي.

يقرأ  تحليل مياه الصرف يكشف ارتفاعًا قياسيًا في تعاطي الميثامفيتامين والكوكايين والهيروين في أستراليا

تُقدَّر الأعداد المرسلة من الأطباء الكوبيين خلال العقود الخمسة الماضية بين نحو 135 ألف و400 ألف طبيب.

قال وزير الصحة البرازيلي ألكسندر باديلا إن حكومته لن ترضخ لما وصفه «بهجمات غير معقولة» على برنامج مايس ميديكوس. تجدر الإشارة إلى أن عقد كوبا في البرنامج أُلغِي عام 2018 بعد أن شكّك الرئيس المنتخب آنذاك جايير بولسونارو في شروط الاتفاق ومؤهلات الأطباء الكوبيين.

وتأتي هذه الخطوة الأميركية في ظل توتر دبلوماسي بين واشنطن وحكومة الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، بعد فرض عقوبات على مسؤولين برازيليين مرتبطين بمحاكمة بولسونارو الجارية بشأن مزاعم تخطيط لانقلاب عام 2022.

النظام الصحي في كوبا نظامٌ عام ومفترضٌ أن يكون متاحًا للجميع، لكن عقودًا من العقوبات وتراجع السياحة نتيجة حظر سفر فرضه ترامب أدّيا إلى فقدان البلاد للاكتفاء الطبي الذاتي. ومنذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض استؤنفت سياسة «الضغط الأقصى» تجاه كوبا التي ميّزت فترته الأولى.

في العام الماضي لم تتمكن الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها نحو 9.7 مليون نسمة من تأمين 300 مليون دولار لاستيراد المواد الخام اللازمة لإنتاج مئات الأدوية الحيوية.

وفي يوليو فرضت إدارة ترامب عقوبات على الرئيس الكوبي ميغيل دياز-كانيل، ووزير القوات المسلحة الثورية ألڤارو لوبيز مييرا، ووزير الداخلية لازارو ألبرتو ألفاريس كاساس، بحجة «دورهم في وحشية النظام الكوبي تجاه شعبه». وفي وقت سابق أشارت الإدارة إلى نيتها تشديد قيود التأشيرات على مسؤولين كوبِيين وأجانب مرتبطين ببعثات هافانا الطبية حول العالم.

وصف روبيو البرنامج بأنه نموذج تُستأجر فيه الكوادر الطبية «لدولٍ أخرى بأثمان باهظة»، بينما «تحتفظ السلطات الكوبية بمعظم العائدات».

بعد الثورة البوليفارية لهوغو شافيز في فنزويلا عام 1999 أرسلت كوبا كوادر طبية وتربوية إلى هناك، وفي المقابل اشترت كوبا النفط الفنزويلي بأسعار أدنى من السوق، فتبلور لدى هافانا مفهوم تصدير الكوادر الطبية كمصدر للدخل. ففي السنوات العشر الأولى من برنامج «نفط مقابل أطباء» أُرسِل نحو 30 ألف عامل طبي إلى فنزويلا.

يقرأ  حين يَتعرّفُ المعلمونَ على التاريخِ الكاملِ للأمريكيينَ من أصولٍ آسيويةٍ يَستَفيدُ الطلابُ بفَهْمٍ أعمقَ وتعليمٍ أكثرَ شموليةٍ

لاحقًا حصلت كوبا على عملة صعبة أنشأت بها بعثات طبية دائمة في دول من بينها جنوب أفريقيا والبرازيل والإكوادور وقطر، مما ساهم في بقاء برامجها الدولية رغم العزلة الاقتثادية التي تئنّ تحت وطأتها البلاد.