طرق تجنُّب الاحتراق المهني في مجال التصميم التعليمي والتعلُّم والتطوير
الاحتراق المهني قد يبدو شعوراً منعزلاً، لكنه بعيد كل البعد عن أن يكون تجربة فردية. في أي لحظة قد يمر به زملاؤك أو أصدقاؤك أو العاملون معك؛ فهو ظاهرة قديمة بقدر قدم العمل نفسه. الخبر الجيد أن حلولاً فعّالة متاحة، لكن السؤال الحقيقي: كيف تجد الحل الملائم لواقعك في التصميم التعليمي (ID) وبرامج التعلم والتطوير (L&D)؟ نقطة انطلاق مفيدة هي العودة إلى الكلاسيكيات والرجوع إلى المصادر الموثوقة.
تذكّر الشعور بالإلهام عند اكتشاف أسلوب جديد لصنع تجارب التعيلم الإلكتروني؟ تلك الاندفاعات من الحماس والتوقع عند إطلاق ميزة جديدة في منظومة إدارة التعلم يمكن أن تُستدعى من جديد لتقضي على بوادر الاحتراق قبل أن تتفاقم. امنح نفسك تذكيرات صغيرة تمنحك طاقة إيجابية؛ قائمة الكتب الكلاسيكية والكتب المعاصرة المتخصصة في التصميم التعليمي قد تكون مصدراً ثرياً للأفكار والأساليب التي لم تطبقها منذ زمن أو التي لم تجرِّبها من قبل.
الكتب والنصوص الجيدة لا تقتصر على تذكيرك بمناهج قديمة فحسب، بل قد تمنحك زاوية جديدة لحل تحدٍ تواجهه الآن أو تلهمك نهجاً مبتكراً كلياً. على الأرجح أن عددًا من الكتب الموصى بها سيقدم لك دعماً عملياً أو على الأقل يُنمّي أفكاراً تصميمية قابلة للتطبيق في سياقك بدلاً من تأكيد شعور العزلة أو أنك وحدك في مواجهة كل شيء.
التعامل مع القديم والجديد
الابتكار عنصر أساسي لأي برنامج ناجح في مجال L&D، ومصممو التعليم لا يكفون عن ابتكار طرق إبداعية لتنفيذ الدورات والبرامج منذ عقود. إنتاج أفكار جديدة ومتابعة نموها ونجاحها يمنح شعوراً عميقاً بالإنجاز والرضا.
هناك مناهج كلاسيكية لبناء البرامج، وهناك تراهن سنوية على اتجاهات جديدة؛ وكلاهما يوفران فرصاً لإعادة تنشيط الرؤية المهنية ودفع التغيير ومقاومة الاحتراق. تجربة شيء جديد تجلب معها مشاعر الحماس والطاقة الإيجابية.
عند التفكير في اتجاهات عام 2025 وما بعدها، يبرز بوضوح عامل الذكاء الاصطناعي. يسألك الجميع: كيف يمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي لتوفير الوقت والمال؟ بالتخطيط الاستراتيجي وبلورة خطوات عمل واضحة يمكن إيجاد إجابة عملية. مثلاً، إذا اعتمدت تقنية «تخطيط العمل» (action mapping) لتصميم دورة تهدف إلى تجنب التكاليف، فيمكن تكملة تلك الجهود بأدوات ذكاء اصطناعي تُنتج المحتوى بسرعة وتُخصص التجربة للمتعلمين. النتيجة: دورة جديدة تعالج تحدياً منظميّاً محدداً، أنشئت بفعالية وتوفّر الوقت وتزيد المشاركة، فيما تتراجع مشاعر الاحتراق بفضل شعورك بالإبداع والتنفيذ.
الذكاء الاصطناعي ليس الاتجاه الوحيد الجدير بالتجربة؛ راجع ترندات التعلم الإلكتروني الحديثة لتطلع على خيارات أخرى قد تُلهم مشروعك القادم — فالفكرة الجديدة الواحدة قد تشكّل وقوداً لمشروع ملهم.
التقدُّم معاً
العمل ضمن فريق صغير أو بصفة مصمم تعليمي منفرد يزيد من مخاطر الشعور بالوحدة والاحتراق. أحياناً يكلفنا القتال من أجل تحسين المخرجات جهداً منهكاً مع مكافآت نادرة. لكن الحقيقة أن لا أحد منا وحيد بالكامل: هناك مجتمعات إلكترونية غنية، وإنّ العثور على المجتمعات الجديرة بالانضمام قد يبدو تحدياً في حد ذاته.
ابدأ بالبحث عن منصات يتفاعل فيها خبراء المجال بانتظام ويشاركون أفكاراً عملية. متابعة المختصين المؤثرين على منصات مهنية مثل لينكدإن قد تساعدك على اكتشاف شخصيات ومناقشات مفيدة، وفتح آفاق لأفكار جديدة لمواجهة الاحتراق.
بمجرد أن تبدأ المتابعة والمشاركة في نقاشات زملائك، ستتكشف أمامك مزيد من الحلول العملية لتخفيف الاحتراق. على سبيل المثال، تناولت مساهمات في منتديات مثل ريديت كيف يمكن تصنيف أنواع التدريب من منظور تنظيمي: منها ما هو أساسي مرتبط بالامتثال وتقليل المخاطر ويحتاج إلى تنفيذ عملي دون سقف استراتيجي كبير، ومنها ما يرتبط بأولويات استراتيجية للمنظمة ويتيح مساحة أكبر لإبداع المصممين التعليميين.
وبالتالي، فيما قد تشعر أحياناً أنك شخص واحد أو فريق صغير مقابل منظومة كبيرة، فإن هذه المجتمعات الإلكترونية ليست فقط وسيلة لتبديد ذلك الشعور، بل منصات لتبادل ممارسات جيدة وأفكار قابلة للتطبيق.
خاتمة
الاحتراق المهني منتشر ويؤثر على الجميع، لكن ثمة طرق لتجنّبه والعمل خلاله والتعافي منه. مجالات التصميم التعليمي وL&D ليست استثناءً، وما يميزها هو قدرتها على التصدي للاحتراق ليس فقط على مستوى الممارسين، بل أيضاً لصالح المتعلمين الذين يخدمونهم.
يمكننا الرجوع إلى الكتب الكلاسيكية للاستلهام، أو الجمع بين مفاهيم تصميم مجرّبة وتقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي لتطوير دورات فعّالة. كما أن بناء شبكات مهنية حقيقية يفتح المجال لمناقشة استباقية لطرق تجنّب الاحتراق.
ويمكننا أن نذهب أبعد من ذلك: تطبيق الأساليب التي تساعدنا على مقاومة الاحتراق في عملنا اليومي لصالح المتعلمين أنفسهم، ربما عبر تصميم دورة تشرح كيف يؤثر الاحتراق على الجميع وطرق إدارته.
لمزيد من الأفكار والنقاش، انضم إلى مجتمع iSpring Learning Exchange على لينكدإن لتبادل الخبرات مع متخصصي L&D من أنحاء العالم.
iSpring Suite
برنامج شامل لإنشاء محتوى تعليمي متنوع والعمل التعاوني على مشاريع التعلم الإلكتروني. سهل الاستخدام للغاية؛ لا يتطلب أي مهارات ترميز أو تصميم. مساعدة بسيطة لفرق العمل وصناع المحتوى.