عندما اندلعت احتجاجات دامية في كشمير الخاضعة لإدارة باكستان على خلفية مطالبات بإنهاء الامتيازات السخية للمسؤولين الكبار، انتشرت على وسائل التواصل صورة زُعم زوراً أنها تُظهر أحد هذه التجمعات. لكن الصورة تحوي شعار نموذج ذكاء اصطناعي وتبدو فيها تناقضات بصرية واضحة تدل على تلاعب أو توليد رقمي.
نُشِر منشور باللغة الأردية على منصة X بتاريخ 28 سبتمبر 2025 يدّعي خروج الناس إلى الشوارع في راوالاكوت حاملين المشاعل. راوالاكوت تبعد نحو 110 كيلومترات إلى الجنوب من مظفراباد، عاصمة كشمير الخاضعة لسيطرة باكستان.
الصورة المتداولة تُظهر مجموعة تمشي وركّاب دراجات نارية يحملون أعلاماً ومشاعل، لكن العلامات المميزة على الصورة تنفي نسبتها إلى حدث حقيقي: تحمل علامة مائية على شكل نجمة تعود لنموذج “جيميني” لغاوغل، وبالبحث العكسي عن الصورة ظهرت مُوسومة بعبارة تفيد أنها «صُنعت بواسطة ذكاء غوغل الاصطناعي».
اختبار غوغل المسمى SynthID كشف عن علامات مائية رقمية تشير إلى أن الصورة ناتجة عن نموذج توليدي تابع للشركة. إلى جانب ذلك، تحتوي الصورة على تناقضات بصرية—مثل لهيب يبدو كأنه ينبعث من أيدي المتظاهرين ومصابيح أو مشاعل تنير الطريق بمستوى تَساوٍ وغير طبيعي—وهي دلائل إضافية على أنها مُفبركة.
نُشرت الصورة نفسها مع ادعاءات مماثلة على منصات أخرى مثل فيسبوك وThreads، وظهرت أيضاً على صفحة أردية واسعة المتابعة باسم Jkbsnews التي تتجاوز متابعيها 950,000 شخص. هذه المنشورات تزامنت مع احتجاجات اندلعت أواخر سبتمبر مطالبة بإنهاء امتيازات مثل الكهرباء المجانية وسيارات فاخرة للمسؤولين.
تدفقت قوات الأمن والشرطة إلى شوارع مظفر أباد لاحتواء الاحتجاجات، واستخدمت الغاز المسيل للدموع لصد الحشود التي بلغت ذروتها نحو 6,000 متظاهر. أسفرت الاشتباكات عن مقتل ما لا يقل عن ستة مدنيين وثلاثة ضباط. أُعلِن تعليق الاحتجاجات في 4 أكتوبر بعدما تعهّدت الحكومة بتقليص حجم المجلس الوزاري والحدّ من كبار المسؤولين في الجهاز المدني، وبالتحقيق في أعمال العنف والتخريب التي رافقت المظاهرات.
وكما أظهرت الأدلة التقنية والبصرية، فإن الصورة المتداولة ليست مصدراً موثوقاً لأحداث الميدان، وقد سبق لـAFP أن فندت ادعاءات زائفة أخرى ناتجة عن محتوى مولّد بالذكاء الاصطناعي.