هل يستخدم أطفالك في مراحل التعليم الأساسية والثانوية (K–12) الذكاء الاصطناعي؟ ٦ نصائح لمساعدتهم على الاستخدام الصحيح
الذكاء الاصطناعي بات حاضراً في كل مكان: من أدوات العمل إلى الخوارزميات التي تشكّل صفحاتنا الرئيسية على منصات البث. والواقع أن المستخدمين لم يعودوا يقتصرون على البالغين فحسب، بل يشملون أيضاً الأطفال في المدارس. دخل الذكاء الاصطناعي الصفوف المدرسية على شكل مساعدين للكتابة، ودردشات لحل المسائل الرياضية، ومنصات تعليمية تُستخدم بشكل يومي. ومع ما يفتح هذا التطور من فرص مُلهمة للتعلّم والإبداع، لا بدّ من وعي الآباء بالمخاطر المحتملة المتعلقة بالأمن السيبراني والأخلاقيات والتحصيل الأكاديمي والصحة العامة. بمناسبة اليوم العالمي للطفل 2025، إليك ستة إجراءات عملية على الآباء اتباعها لضمان استفادة أطفالهم من الجانب الإيجابي لهذا التحوّل.
ستة نصائح للآباء لدعم استخدام الذكاء الاصطناعي في (K–12)
1) اسأل عن الأدوات التي يستخدمها أطفالك
المعرفة قوة؛ لذا اطلع بدقّة على الأدوات التي توظّفها المدرسة. فبعض المدارس تعتمد مساعدين للكتابة أو الرياضيات، وأخرى تُحسّن بيئات التعلم الافتراضية عبر تقنياتٍ ذكية. معرفة أسماء هذه الأدوات وتجربتها بسرعة بنفسك تمنحك فهماً أفضل لفوائدها وحدودها ومخاطرها المحتملة. تواصل مع المعلّم واسأل عن الأدوات المستخدمة، أهدافها، وأي تطبيقات يُنصح بها للاستخدام المنزلي.
2) أوضح أن الذكاء الاصطناعي مساعد لا بديل
من السهل أن يغري الأطفال ترك أداء واجباتهم على عاتق الذكاء الاصطناعي، إذ تبدو قدراته لا نهائية. لضمان ألا يؤثر ذلك سلباً على مهارات التفكير النقدي والتقدّم الدراسي لديهم، ضع قواعد واضحة. بيّن أن دور الذكاء الاصطناعي تقديم أمثلة، توضيح مفاهيم، تعزيز التمارين ودعم الإبداع، لا أن يحلّ محلّ التفكير وحلّ المشكلات لدى التلميذ. شجّعهم على استخدامه كأداة إرشادية، لا كمصدر نهائي للإجابات — فالغرض من الأداة هو تمكين التعللّم الذاتي.
3) شدّد على السلامة الرقمية
حماية البيانات أمر أساسي عند استخدام أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، خصوصاً للأطفال. كثير من هذه الأدوات تجمع بيانات لتعمل بكفاءة، وإذا لم يكن الطفل واعياً فقد يُعرّض نفسه أو أسرته لمخاطر. علم الأطفال قواعد أساسية للأمن السيبراني: عدم مشاركة المعلومات الشخصية (الاسم الكامل، العنوان، الصور)، اختيار كلمات مرور قوية، واستخدام منصات معتمدة من المدرسة فقط. وإذا كنت غير متأكد من سياسات الخصوصية أو إعدادات الأمان في أدوات المدرسة، ناقش ذلك مع المعلّم واطلب توضيحاً لإرشادات الخصوصية.
4) شجّع التحقق من المعلومات
تقدّم أنظمة الذكاء الاصطناعي إجابات بثقة قد تخدع المستخدمين أحياناً، لذلك يجب تعليم الأطفال ألا يقبلوا النتائج على أنها حقائق مطلقة. علّمهم سلسلة من الأسئلة النقدية: «هل تبدو هذه الإجابة منطقية؟» «هل المصدر موثوق؟» «هل ينبغي التحقق من مصدر آخر؟» هذه العادة لا تطوّر فقط مهارات التفكير النقدي بل تعزّز محو الأمية الرقمية والنجاح الأكاديمي.
5) حدّد قواعد لوقت الشاشة
ازدياد استخدام التكنولوجيا في التعليم قد يزيد من وقت جلوس الأطفال أمام الشاشات. إدخال الذكاء الاصطناعي لا ينبغي أن يلغي التعلم غير المتصل أو اللعب والتفاعل الاجتماعي خارج العالم الافتراضي. حدد مناطق ومواعيد خالية من الشاشات في المنزل، وشجّع وشارك الأطفال في أنشطة عملية تحرّكهم وتنمّي مهارات حل المشكلات دون الاعتماد على جهاز. كذلك كن قدوة بتقليل وقتك أمام الشاشة وعدم الاتكال الدائم على الهواتف أو المساعدات الرقمية.
6) ازرع الفضول لا الخوف
سواء أكنت متفائلًا أو متحفظًا تجاه الذكاء الاصطناعي، الحقيقة أنه أصبح جزءاً من واقعنا. بدلاً من تجاهله أو إثارة الخوف لدى الأطفال عبر وسمه بـ«الخطر» أو «الغش»، حفّزهم على التعامل الآمن معه: ضع قواعد واضحة، اسمح لهم بالتجربة، طرح الأسئلة، واكتشاف طرق جديدة للاستفادة منه. إتقان استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مهارة ناشئة ستكون ذات قيمة كبيرة مستقبلاً.
خاتمة
إدخال الذكاء الاصطناعي إلى صفوف (K–12) يذكّرنا بأهمية التكنولوجيا في دعم قدرة الأطفال على التعلم والابتكار. ومع ذلك، يتطلّب ذلك توازناً واعياً: انفتاحاً على الفائدة مع يقظة تجاه المخاطر. عبر تواصل فعّال مع المدرسة، تعليم ممارسات أمنية ونقدية، ووضع حدود زمنية وشجاع الفضول، نوفّر لأطفالنا المهارات الضرورية لمسارهم الدراسي والمهني القادم. في هذا اليوم العالمي للطفل، كن مرشداً لهم في أولى خطواتهم مع الذكاء الاصطناعي لضمان استخدام آمن ومثمِر.