مَن يَتَوَلَّى الآنَ الحُكمَ العَسْكَرِيَّ في مَدْغَشْقَر؟

من رجل غامض إلى أقوى شخصية في مدغشقر

لو سألتم عن العقيد ميشيل راندريانيرينا في جزيرة مدغشقر قبل نهاية الأسبوع الماضي، لالتقتم بالكثير من وجوه الاستغراب. وفي غضون ثلاثة أيام فقط، صار، بلا مبالغة، الرجل الأكثر نفوذاً في البلاد.

بدأ صعوده المفاجئ يوم السبت حين قاد، بصفته قائد وحدة النخبة “كابسات” (CAPSAT)، دوريةً مع جنوده إلى وسط العاصمة فانضمّ إلى آلاف المتظاهرين الذين طالما طالبوا بتنحّي الرئيس. وبعد فرار أندري راجويلينا من المدينة وتصويت النواب لإقالته، وقف راندريانيرينا، البالغ من العمر 51 عاماً، أمام القصر الرئاسي الخالي وأبلغ وسائل الإعلام أن وحدة كابسات تتولى الأمر.

أعلنت المحكمة الدستورية لاحقاً أنه الحاكم الجديد، رغم إصرار الرئيس المطرود على أنه لا يزال يتمتّع بالسلطة. ويكتنف راندريانيرينا قدرٌ من الغموض — فبصفته قائد أقوى وحدة عسكرية في البلاد، ثمة معلومات قليلة متاحة عنه للجمهور.

ما نعرفه عنه أن مولده كان في قرية سيفوهبوتي بجنوب إقليم أندروي. لاحقاً شغل منصب حاكم أندروي بين عامي 2016 و2018 في عهد الرئيس السابق هيري راجاوناريمانبيانا. ثم تولى قيادة كتيبة مشاة في مدينة توليارا، وظل في هذا المنصب حتى عام 2022.

كان ناقداً صريحاً لراجويلينا، ذلك الرائد في عالم الأعمال الذي وصل إلى السلطة بانقلاب عام 2009، تنحّى عام 2013 ثم عاد بعد خمس سنوات بفعل انتخابات. في نوفمبر 2023 سُجن راندريانيرينا في سجن شديد الحراسة من دون محاكمة بتهم التحريض على التمرّد والتخطيط لانقلاب. طالب طلاب ونقابات عسكرية وسياسيون بأن سجنه كان بدوافع سياسية، وأُفرج عنه في فبراير من العام التالي.

قبل ساعات من إعلانه تولي السلطة الثلاثاء، قال لراديو BBC إنه مجرد “خادم” للشعب؛ بدا متودّداً، مضيافاً، واثقاً من نفسه لكن غير متكبّر. تصفه الصحفية المالاغاشية ريفونالا رازافيسون بأنه “بسيط لكنه حازم”، و”صريح”، و”وطني”.

يقرأ  جامعة كاليفورنيا في إيرفين تتولى إدارة متحف فنون مقاطعة أورانج

لديه آراء واضحة عن تأثير فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة التي حكمت مدغشقر حتى عام 1960. وعندما عرض عليه أن يجيب بالفرنسية، إحدى اللغات الرسمية، ردّ قائلاً: “لماذا لا أتكلم لغتي المالاغاشية؟” وأعرب عن رفضه لتمجيد لغة الاستعمار.

أخبر قائد كابسات وسائل الإعلام المحلية أن أولويته الآن هي “الرفاه الاجتماعي” — قضية ملحّة في بلد يعيش فيه نحو 75% من السكان تحت خط الفقر. وأعلن أن الجيش سيقود البلاد لمدة تصل إلى عامين بالتعاون مع حكومة مدنية قبل إجراء انتخابات.

أخبرت مصادر روتيرز أن راندريانيرينا سيؤدى اليمين خلال يوم أو يومين — حفل سيختتم أياماً عاصفة حوّلته من شخصية غامضة إلى الضابط الذي يتحدث عنه الجميع.

المزيد عن انقلاب مدغشقر من بي بي سي

توجهوا إلى موقع BBCAfrica للمزيد من الأخبار عن القارة الإفريقية. تابعونا على تويتر @BBCAfrica، وعلى فيسبوك صفحة BBC Africa، وعلى إنستغرام bbcafrica.

أضف تعليق